روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | زوجة أخي تفتعل المشكلات!!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > زوجة أخي تفتعل المشكلات!!!


  زوجة أخي تفتعل المشكلات!!!
     عدد مرات المشاهدة: 6158        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الاستشارة:

دخلت أمي على زوجة أخي وسألتها لماذا لم تنجز عملها بالكامل فردت زوجة أخي عليها أنها ليس خادمة عندها، مع العلم انها تعيش معنا وجميعنا يعمل في المنزل بالتساوي ومع العلم كذلك انها عندما كانت حامل لم نكن نطلب منها شيء مراعاة لوضعها وفي شهر رمضان ندخل لها الطعام الى غرفتها لتفطر دون ان تساعدنا بشئ حتى تستطيع اكمال صيامها فهي حامل والان لها شهران منذ ولادتها ولله الحمد وهي بخير وكانت تزعل منا عندما ندخل لها الاكل وعندما نسألها لماذا ترد اننا نعتبرها خروف ونأتى لها بلإكل الي عندها.

وقالت لامي اذا إحترمتوني سأعمل لكم أي شئ تريدونه فقالت لها امي من الذي لم يحترمك منا فأشارت الى اختى الصغرى11 سنة انها تلعب مع اخي -زوجها- وتمزح معه بالضرب ومن لايحترم زوجها لايحترمها فقالت لها امي انه اخوها وهم احرار مع بعضهم ولم يغلط عليك احد واذا كان زوجك زعلان هو يرد على اخته فهو الى رباها وهم متعودين يمزحوا هكذا فلا تتدخلي بين الاخوان فقامت زوجة اخي الى اختى وهي غاضبة وتقول هو زوجي ورفعت يدها على اختى وقالت سأعطيك كف فغضبت انا ووقفت وقلت لها وصلت للضرب وتشاجرنا معا بالايدي -انا وزوجة اخي لا فرق بيننا بالجسم- وفرقتنا امي وابعدتنا عن بعضنا واسرعت زوجة اخي واتصلت لابيهاقائلة: الحقني لقد ضربوني، وبالتأكيد انها ابوها سيغضب جدا لما حصل لإبنته فهي لم تقل القصة كاملة وانها هي التى بدأت بالضرب فتحدث عمي -ابوها هوعمي كذلك فهي ابنة عمي ولهذا انا حزينة واريد النصيحة- الى ابي وقال وصلت انكم تضربوها ارسلولي بنتي فقال ابي انا ماضربت ابنتي عشان هي تضربها والخصامة بسيطة فقط خصام حريم واذا تريد شي اطلبه من زوجها.

وقالت زوجة اخي المشكلة لإخي فأتى اخي الى وقال انا ماضربت زوجتي عشان انت تضربيها فقلت له هي التى بدأت ولست انا فقال لي انت لست اختى فقال لي ابي وامي لاتتحدثي بعد اليوم معه ان الكلام الذي قاله كبير في حقك فلا لايتبرأ من اخته مهما صار حقه ان يزعل منك ومن زوجته كذلك وليس ان يتبرأ منك.

وفي اليوم التالي اتصل عمي الى اختى الاخرى -يحسب ان رقم اختى هو رقمي- وكانت اختى نائمة ولم ترد فأرسل لها ياجبانة ردي والخيار الافضل لك ان تبحثي عن رجل -انها غير متزوجة- وقالت اختى لي عن هذه الرسالة فأرسلت لعمي ابنتك قليلة ادب وقوية وانتم اعلم بها وتعرفونها اكثر منا وانت عمي ومن شان غلاك عندي انا مستعدة اعمل الذى تريده منى -لانهم في الحقيقة كانوا حقا يشكون من عصبيتها وكلامها وانها تقوم لتضرب اخوانها- فارسل رسالة قائلا فيها اني قليلة ادب معه وغير محترمة وفي وحدة ترسل لعمها بهذا الكلام.

رغم اني قصدي برسالتي ان يهدؤا عندما يتذكرون انها صعبة المراس فقط ولم اريد الاهانة لاني كنت مستعدة لتنفيذ أي طلب يطلبه مني -اذا كان هناك أي خطأ برسالتي ارشدوووني ارجوكم- واتفقنا مع امي ان لانخبر ابي برسالة عمي -ان ابحث عن رجل- حتى لايغضب ابي وفوجئنا ان عمي وبكل بساطة ارسل نفس الرسالة الى ابي دون ادنى احساس بصعوبة الكلام فغضب ابي وقال لي ان اكلم عمي بما اريد فقد اخطاء في حقي ولكن بعدما هدأ ابي قررنا ان نترك الموضوع هذا لانه تافه وقلت لابي ليس من الجيد ان اكلم عمي بشئ ولكن اخي اتصل على عمي وقال له عيب الكلام الذي قلته فقال عمي لاخي انت لست رجل اريد ان ترسل ابنتي الي فقال اخي له سأرسل بنتك لك مع وكالة مني بالطلاق وافعل انت ماتريد مع العلم ان زوجة اخي تمادت على امي بالكلام وقالت لها ان صلاتك غير مقبولة وان جميع من عاش معكي يشكون منك وانها تريد بيت مثل بيت اختى المتزوجة -حالة زوج اختى جيدة ولهذا لها منزل جميل- ونحن مستورين ولله الحمد وانها تريد ان نزيد لها بالمهر لان مهرنا اعلى من مهرها -مع العلم ان مهرها عالي بالنسبة للدولة التى هي منها ولكنها تريد مثل مهر الدولة التى نسكنها الان- ونحن لم نخطئ بكلمة في حق اهلها احتراما لاخي ولها ولانه عمنا وعيب الانسان يتكلم عن الاهل هكذا.

رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

حين بدأت بقراءة مشكلتك، وكنت في بداية أسطرها الأولى، أدركت أن زوجة أخيك متوترة جداً، وأنها تحاول إفتعال بعض المشكلات من أجل هدف تضمره داخل نفسها.. هو كما عرفت من مشكلات مماثلة الإستقلال مع زوجها ببيت.. لكني حين أنهيت قراءة المشكلة، وجدتك تنقلين هجوماً لها على أمك، وتصريحاً بذلك، بقولك: إنها تريد بيتا مثل بيت أختي المتزوجة!!

وليس هناك أسوأ من أن تتطلع الزوجة إلى الإستقلال، فتقف الظروف، المالية أو العائلية، حائلاً دون تحقيق ذلك، فتصبح الزوجة متوترة، تبحث عن كل موقف، لتشعل منه مشكلة، تضغط بها على زوجها، ليحقق لها الإستقلال.

والإستقلال حق للزوجة، يفترض أن يحترمه أهل زوجها، وإعترافهم بذلك، وعملهم على تحقيقه، يحسّن علاقتهم بزوجة إبنهم، وفي مقابل ذلك فإن تدخلهم على منع الإستقلال، وإفتعالهم المشكلات للحيلولة دون تحقيقه يوتر تلك العلاقات.

ومن الطبيعي أن أي زوجة تحب أن تأخذ راحتها في بيتها، فتبدو لزوجها بأفضل صورة، وتخرج معه في بعض النزه الصغيرة، مما لا يتحقق لها غالباً حين تساكن أهل زوجها، ثم إن الطبائع تختلف ما بين الزوجة وأهل زوجها، ومن ثم فقد تنظر أم الزوجة وأخواته للزوجة بريبة، خشية أن تعمل هذه الغريبة على إخراج ما يعدونه أسراراً للبيت!!

وقد لا يتحقق للزوجة الإستقلال مع زوجها ببيت، إما لأن أهله لم يعتادوا على استقلال الابن، أو لحاجتهم له، بإعتباره الذكر الوحيد، أو الكبير، وإما لضعف الجوانب المادية، والأهل العقلاء يدركون أن الإيجابيات في ذلك الإستقلال، لا تقارن إطلاقاً بالسلبيات، التي قد يتخوفون منها، بل إن ثمة إيجابيات تخصهم هم دون الزوجين!

ومن ثم يعمل الأهل على دفع الابن للإستقلال، خاصة أن الابن قد يكون لديه حساسية من طلب الإستقلال، خشية أن يتهمه الناس، وعلى رأسهم أهله، بأن زوجته قد ملكته، وأنها هي التي تملي عليه التصرفات، حتى أخرجته من بيت أهله!!

وحين تكون الأمور المادية لا تسعف بالإستقلال، فليكن الإستقلال جزئياً، بحيث يقتطع للزوجين جزء من البيت، ولو صغيراً، يشعرهما بالإستقلال.. ومن ثم فليس بالضرورة أن يكونا مرتبطين في وجبات الطعام كلها، مع أهل البيت.

والزوجة العاقلة هي التي، وإن تاقت نفسها للخروج، تراعي ظروف زوجها، فتبدي له رغبتها، ولا مانع أن تذكّره بها بين حين وآخر، وتعمل على مساعدته إن كانت قادرة، لكن أسوأ الزوجات، التي تجعل قصة الإستقلال حكاية ألف ليلة وليلة، فتستقبل بها زوجها وتودعه. بل وربما مارست مشاهد تمثيلية من البكاء، وهي تروي أحداثاً قد تفتعلها من الأذى، التي تلقاها من أهله يومياً، وتجتهد في وضع البهارات على كل ما ترويه!!.. بل وتظل تفتعل المشكلات مع أهله، وترتب على تلك المشكلات معارك، وتعمل على إدخال أطراف مختلفة. وتلك الزوجة  -لعمر الحق- تحتل منزلة عالية في سلّم الحمق!!

والزوجة قد يدفعها إلى الإمعان في طلب الإستقلال الغيرة الزائدة، بحيث تظل تغار من تعامل زوجها مع أمه وأخواته، وحديثه إليهم، ومزاحه معهم، وهداياه لهم.

ولعلكِ من خلال كلامي السابق أدركتِ إبنتي الكريمة أن مشكلتكم مع زوجة أخيك لها صلة كبيرة بما ذكرته سابقاً.

إبنتي الكريمة: تذكرني مشكلتك بما ورد في الحديث عن عبد الله بن سالم، عن أبيه، عن جده، أن زيد بن سعنة، كان من أحبار اليهود، أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فجبذ ثوبه عن منكبه الأيمن، ثم قال: إنكم يا بني عبد المطلب أصحاب مطل، وإني بكم لعارف، فإنتهره عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج، أن تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي....»

وأنا أقول: لقد كانت أمكِ وزوجة أخيك أحوج إلى غير هذا منك، أن توجهي أمك إلى حسن الطلب، وتوجهي زوجة أخيك إلى حسن الرد!

لقد وددت أنك حين سمعت ما دار بين أمك وزوجة أخيك من حوار، أن أنهيت الحديث بهدوء، ثم خلوت بأمك وحاولت إقناعها أن زوجة أخيك بنت الناس، وأن عملها معكم لون من التفضل، وأنه يمكن دفعها لحسن العمل بأسلوب أقل حدية، خاصة وأن موقف أمك من الإجتهاد في إخفاء رسالة عمك عن والدك، يدل على أنها مشتملة على قدر جيد من العقل.

ثم خلوت بزوجة أخيك، وأثنيت عليها، وحاولت تصوير منزلتها عند أمك، والتمست لها المعاذير، في الإخلال بذلك العمل، ورجوتها الإبقاء على حسن التعامل، مع والدتك.

وإذا كان تدخلك تدخلاً سلبياً، فإن الذي جعله كذلك هو الغضب الذي أشرت إلى أن إعصاره إجتاح نفسك، وأنت تشهدين ذلك الحوار!!

إبنتي الكريمة: إن ما قاله والداك، من إفتراض موقف أفضل لأخيك، هو أن يزعل منك ومن زوجته، بدل مقاطعتك، هو الأصل.. لكنك تلاحظين أن ما دعا أخاك إلى التصرف السلبي، واتخاذ القرار الخاطئ، هو نفسه الذي دفعك إلى التشاجر مع زوجته من قبل، وهو الغضب!!. فقد يكون اتخذ هذا القرار في ظله، وليس هو فلسفة له بدليل الموقف الأخير من زوجته وعمك!

إبنتي الكريمة: لقد كان كلامك رائعاً وجميلاً، وأنت تقولين لعمك في رسالة الجوال: أنت عمي ومن شان غلاك عندي أنا مستعدة أعمل الذي تريده منى.. لكن أفسده الكلام الذي صدّرت به رسالتك: ابنتك قليلة أدب وقوية وأنتم أعلم بها وتعرفونها أكثر منا.. فكنتِ بذلك خلطت الجيد بغيره، ففقد كلامك الجيد القدرة على التأثير، بل كان له -كما تلاحظين- التأثير العكسي، المتمثل برد عمك، بقوله: قليلة أدب معه وغير محترمة وفي وحدة ترسل لعمها بهذا الكلام. وإذا كنت قد أكدت أن نيتك طيبة، فإن النوايا مهما كانت طيبتها لا تكفي ليكون العمل صحيحاً!.. وقد ورد في بعض الحكم: كم من الكوارث، كان الطريق إليها مفروشاً بالنوايا الحسنة!!

وكم كان رائعاً اتفاقكم على ألا تخبروا والدك، بما ترين أنه قد يفسد العلاقة بينه وبين عمك، مما وجهه عمك لك في رسالته، ولكن مرة ثالثة هو إعصار الغضب، والإنتصار للنفس، اجتاح عمك بعدما عصف بنفسيتك، ومن ثم بنفسية أخيك!!.. وها هو يجتاح والدك ليكمل به الحلقة.. وتصوري لو أن أحد من اجتاحه إعصار الغضب منكم، استجمع عقله وقوته، وغلّب المصلحة على إرضاء الذات العمياء، فقطع خيط الغضب من عنده، لم يصل الأمر إلى هذا الحد من القطيعة!

وكنت أتمنى إذا لم يملك الشباب نفوسهم أن يملكها الشيوخ، الممثلين بأبيك وعمك، لكن الإنسان حين يترك نفسه على سجيتها، ويرخي لعاطفته العنان، فإنها -بنية حسنة- قد تجره إلى مآس!!

إبنتي الكريمة: ألمس لديك عقلاً حصيفاً، وقدرة جميلة على ترويض نفسك، فأنت تؤكدين على أن رسالتك لعمك -مع ما فيها من خطأ- كنت ترمين من ورائها لالتهدئة، ثم حاولت مع أمك إخفاء بعض رسالة عمك، مما غلب على ظنكم أنه سيستفز والدك، ثم أنت في الأخير، تقولين لوالدك: ليس من الجيد أن أكلم عمي بشيء، ولذا فقد اتسعت دائرة عجبي، ورحت أتساءل: كيف تمتلكين مثل هذا العقل، وتلك النفسية، ثم تكونين أنت من أشعل نار هذا الغضب، التي أتت على علاقاتكم.

وكما تلاحظين أن البداية كانت تافهة.. فلو إفترضنا أن زوجة أخيك وصل بها الحد أن إعتدت على أختك بالضرب، وأنا متأكد أنها لن تفعل، فما الذي يتوقع حدوثه؟. حين تنكشف غمة غضبها ستدرك كم أخطأت، وستضطر هي إلى الإعتذار، ولن تجد من يسوغ لها عملها.

وإذا كنت تعترفين بأن زوجة أخيك كانت عصبية، بدرجة يعترف بها أهلها، فلِمَ تشاركينها تلك الصفة، التي تذمينها فيها، فتشعلين نار غضب، يظل سعيرها يسري، حتى يأتي على كل فرد في أسرتكم؟!

إبنتي الكريمة: يمكن أن يكون لك دور كبير في إعادة جدول الأمور إلى إنسيابه من جديد.. فلو تحدثت مع أمك -مثنية على موقفها- بأن ما حدث لا يستقيم مع مستواكم الديني والعقلي. وتحاولين الإعتذار من أخيك، والتلطف في محادثته، وإذا إستطعت أن تغلبي نفسك، وتتصلي على عمك وإبنته، فإني أعدّ ذلك منك إنتصاراً كبيراً على النفس، ومساهمة فاعلة في إصلاح الأوضاع، وقد لا يستجيب لك هؤلاء أو بعضهم بشكل فوري، وقد تسمعين من أحدهم كلاماً قاسياً، لكني واثق أن كلامك سيترك أثراً إيجابياً في نفوسهم جميعاً، وقد يهيئها للمصالحة.

وقد تركتُ الحديث عن زوجة أخيك قصداً، ولم أتحدث عن سلبياتها، ودورها في المشكلة، لأنك أنت صاحبة الإستشارة، وأنت كنت تعرفين طبيعة زوجة أخيك، وما اشتملت عليه من العصبية، ثم هي بخيرها وشرها ضيفة عندكم، لابد أن ترحل يوماً.

وفقك الله إلى كل خير، وهداك الصراط المستقيم.

المصدر: موقع المستشار.